منوعات

هل تُعد الكاتبة ميادة ضيف خليفة محمود السعدني في الأدب الساخر؟

هل تُعد الكاتبة ميادة ضيف خليفة محمود السعدني في الأدب الساخر؟

 

في وقتٍ تراجعت فيه الأصوات الساخرة القادرة على النقد البنّاء والتعبير الحر عن قضايا المجتمع، تبرز الكاتبة ميادة ضيف كواحدة من أبرز الأقلام المعاصرة التي استطاعت أن تجمع بين عمق الرؤية وجرأة الطرح، وبين الطرافة والرمزية، بأسلوب خاص يجعل كثيرين يصفونها بـ”خليفة محمود السعدني”، أحد عمالقة الأدب الساخر في مصر والعالم العربي.

 

تنحدر ميادة ضيف من محافظة دمياط، وتحمل ليسانس آداب وتربية، إلى جانب دراسات عليا في اللغة الإنجليزية. لم تُحصَر موهبتها في مجال الكتابة فحسب، بل امتدت إلى الفنون التشكيلية مثل الميكب آرت، الريزن، صناعة التماثيل والديكوباج، ما يعكس شخصية فنية متعددة الأبعاد، تستثمر الفن لخدمة رسالتها الثقافية والاجتماعية.

 

عرفت ميادة بجرأتها في طرق أبواب القضايا الشائكة اجتماعيًا ودينيًا، سواء ما يخص المرأة والرجل، أو الأسرة والدين، من خلال أسلوبها الساخر اللاذع، الذي لا يخلو من رسائل توعوية وإصلاحية. ومن بين أعمالها الساخرة البارزة:

 

بهلول الجبان في مصر والسودان

 

أنا عندي شعرة ساعة تروح وساعة تيجي

 

أنا وهي والشاكوش

 

لكنها لم تكتفِ بالسخرية، بل غاصت في أعماق التاريخ، وقدّمت رواية ملحمية من جزأين هما:

 

مدينة الجن الأحمر

 

الخاتم المسحور

 

وفيهما تعالج قضايا كبرى تمس الهوية المصرية والعربية، فتتناول دور الرجل والمرأة في بناء الوطن منذ مطلع القرن العشرين، وتكشف عن تأثير الحركات الإسلامية، والاحتلال، والصهيونية في تمزيق المجتمعات، كما تتطرق إلى السحر واستغلاله عبر العصور، مستندة إلى مرجعيات دينية وتاريخية، منها الحديث الشريف: “مصر آمنة لا تُخرب”، وتطرح عبر السرد تساؤلات حادة عن الحاضر والمستقبل.

 

تُعرض مؤلفات ميادة ضيف من خلال الدار المصرية السودانية الإماراتية، ويمكن التواصل للحصول على نسخ من أعمالها عبر الأستاذة مها المقداد على واتساب: 01289024055.

 

وفي ظل هذا العطاء المتنوع، يُطرح السؤال المشروع:

هل اقتربت ميادة ضيف فعلاً من أن تكون خليفة السعدني؟

الإجابات قد تتفاوت، لكن ما لا خلاف عليه أن قلمها بات علامة بارزة في مشهد الأدب الساخر الحديث، ومرآة تعكس وجدان المجتمع وتاريخه، بروحٍ نقديةٍ لا تخشى المواجهة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى