فيلم جديد من إخراج المبدع فادي ندّاف يوثّق الحياة في الأحياء الشعبية

فيلم جديد من إخراج المبدع فادي ندّاف يوثّق الحياة في الأحياء الشعبية
في زمنٍ تزدحم فيه الشاشة السينمائية بالأعمال الخيالية والمبالغات البصرية، يطلّ المخرج الشاب المبدع فادي ندّاف بفيلمه الجديد، الذي اختار فيه أن يسلك طريقًا مختلفًا، مقدّمًا عملاً إنسانيًا صادقًا يصوّر الواقع كما هو، دون تزييف أو تجميل.
يركّز الفيلم على الحياة اليومية في الأحياء الشعبية الفقيرة، حيث تختبئ القصص التي نادرًا ما تصل إلى الشاشة، لكنها تعبّر بصدق عن جوهر الإنسان البسيط وحلمه الدائم بالعيش الكريم. ومن خلال عدسة ندّاف، تتحوّل هذه التفاصيل إلى مشاهد نابضة بالحياة، من نظرة طفلٍ يحلم، إلى يد عاملٍ يواصل الكفاح، إلى أمٍّ تصنع الأمان وسط صعوبات الحياة.
يقول ندّاف عن عمله:
“هذا الفيلم هو مرآة للواقع كما هو. أردت أن أُظهر الجمال الكامن في البساطة، لأن الفن بالنسبة لي هو صوت الناس الذين لا يملكون منبراً.”
اختار المخرج تصوير مشاهده في بيئات حقيقية بعيدًا عن الديكورات المصطنعة، ليحافظ على صدق اللحظة ودفء المكان. جاءت الكاميرا قريبة من الناس، تلتقط نبض الشوارع، ضحكات الأطفال، وصوت الأزقّة التي تحمل ذاكرة المدينة وأحلامها. بهذا الأسلوب الواقعي، يعيد الفيلم الاعتبار لسينما الإنسان، تلك التي تضيء على التفاصيل الصغيرة التي تشكّل الحياة اليومية وتعبّر عن عمق المجتمع.
عمل جماعي بروح واحدة
تم إنجاز الفيلم تحت إشراف الأستاذ هشام فرعون، الذي قدّم خبرته وتوجيهه في جميع مراحل العمل، وكان له دور محوري في نجاح المشروع. كما شارك في إنتاج الفيلم فريق رؤية السينمائي، الذي أبدع أفراده في جميع جوانب العمل من تصوير ومونتاج وإضاءة وصوت، وعملوا بروح الفريق الواحد، مؤمنين بالفكرة والرسالة التي يحملها الفيلم.
وفي ختام حديثه، وجّه فادي ندّاف رسالة شكر خاصة لكل من ساهم في إنجاح الفيلم، قائلاً:
“لكل فرد من فريق العمل، من خلف الكاميرا وأمامها، شكراً من القلب. لقد كنتم شركاء حقيقيين في تحويل الحلم إلى واقع، وفي نقل صورة الناس كما يجب أن تُروى.”
كما عبّر عن امتنانه العميق للأستاذ هشام فرعون على إشرافه ودعمه المتواصل، ولأعضاء فريق رؤية على إبداعهم والتزامهم الفني والإنساني.
حضور دولي وإشادة نقدية
نال الفيلم شرف المشاركة في مهرجان العودة السينمائي الدولي، حيث لاقى حضورًا مميزًا وإشادة من النقاد والجمهور، الذين اعتبروا العمل تجربة فنية صادقة تعبّر عن قضايا الناس بلغة بصرية قريبة من القلب والعين.
وقد مثّلت هذه المشاركة خطوة مهمة في مسيرة المخرج الشاب فادي ندّاف، الذي يواصل طريقه بثبات نحو بناء سينما تحمل رسالة، وتُعبّر عن واقع المجتمع بعيون صادقة وأسلوب فني راقٍ.