محمد صلاح مع ” الأرواح المفقودة”.. ماذا حدث داخل المعبد الياباني؟ – الأخبار

أثار النجم المصري محمد صلاح، قائد منتخب مصر ومهاجم ليفربول الإنجليزي، حالة واسعة من الجدل والتفاعل على مواقع التواصل الاجتماعي بعد ظهوره داخل أحد المعابد البوذية في العاصمة اليابانية طوكيو، خلال زيارة تأملية رفقة زملائه في الفريق.
الزيارة جاءت ضمن برنامج ذهني ونفسي لفريق ليفربول، يهدف إلى تعزيز التركيز والاسترخاء الذهني قبل المواجهة الودية أمام فريق يوكوهاما الياباني، ضمن معسكر الإعداد للموسم الكروي الجديد.

ما سر الجدل حول معبد إيكوين؟
المعبد الذي زاره صلاح يُعرف باسم “إيكوين” (Ekō-in)، ويقع في حي ريوغوكو بطوكيو. أنشئ في عام 1657 بأمر من الحاكم توكوجاوا إيتسونا بعد الحريق الكارثي المعروف بـ”حريق ميريكي العظيم”، الذي أسفر عن مقتل أكثر من 100 ألف شخص، دون أن تُقام لهم جنازات رسمية.
منذ ذلك الحين، تحوّل المعبد إلى رمز روحي وإنساني، مخصص لتكريم الأرواح المجهولة – سواء من البشر أو الحيوانات – التي لم تُودّع وفق الطقوس الدينية، ما منحه لقب “معبد الأرواح المفقودة”.
روحانية المكان وتاريخه العريق
يُجسد “إيكوين” روح البوذية القائمة على الرحمة والعدالة الروحية، ويحتوي على نصب “بانينزُوكا” أو “تلة المليون روح”، وهو تذكير دائم بحجم الفقد الذي خلفه الحريق. كما كان للمعبد دور في تاريخ رياضة السومو، حيث احتضن مباريات خيرية منذ القرن الثامن عشر، قبل أن تُنقل إلى قاعة “ريوغوكو كوكوغيكان” عام 1909.
يمزج المعبد اليوم بين قدسية الماضي وجمال الطبيعة المعاصرة، ويعد من أبرز وجهات التأمل والهدوء في طوكيو، لا سيما في الخريف حين تتزين أشجاره بألوان القيقب الساحرة. ويستقبل الزوّار بتذكارات بوذية خاصة ويُعد ملاذًا لمحبي العمارة اليابانية التقليدية والفنون الروحية.

زيارة صلاح.. بين التأمل والثقافة
زيارة محمد صلاح للمكان ألقت الضوء على جانب مختلف من شخصيته، حيث بدا في حالة تأمل وسكينة داخل مكان يُمثل قيمة الرحمة والاحترام لجميع الأرواح، بغض النظر عن خلفيتها أو ديانتها.
الصور التي نُشرت أثارت موجة من التساؤلات حول طبيعة المعبد وأبعاده الدينية والإنسانية، كما سلطت الضوء على تفاعل الرياضيين العالميين مع ثقافات الشعوب التي يزورونها، لا سيما في سياقات غير تقليدية.
ومع تصاعد الاهتمام الإعلامي العالمي بالزيارة، تحوّل معبد “إيكوين” إلى نقطة جذب جديدة، لا لرمزيته الدينية فقط، بل كأحد المعالم التي توفّق بين السكينة الروحية والعمق الثقافي.
المصدر : وكالات