“دستور حقوق المرأة في مصر”: إرث نوال السعداوي يتجدد في كتاب يضيء طريق المساواة
بقلم: عمرو عبد المقصود
في خطوة تُحيي تراث الراحلة العظيمة نوال السعداوي، يُطلّ علينا قريباً كتاب “دستور حقوق المرأة في مصر”، كصرخة مدوية تدافع عن حقوق المرأة المصرية وتكشف عن التشريعات والمواثيق التي تُكرّس كرامتها. هذا العمل ليس مجرد كتاب، بل هو خارطة طريق نحو مجتمع أكثر عدلاً، يُقدّم رؤية متكاملة تجمع بين النضال التاريخي للمرأة المصرية والتحديات المعاصرة التي تواجهها.
يُهدي المؤلف خبير الارشاد النفسي واللايف كوتش “احمد بدوي” هذا العمل إلى روح نوال السعداوي، الرمز الذي حوّل معركة المرأة من كفاح فردي إلى حركة جماهيرية. وكما تقول إحدى فقرات الكتاب:
“لم تكن المرأة المصرية يوماً ضعيفة، لكنها وُضعت في قوالب صنعها المجتمع. وهذا الدستور جاء ليكسر تلك القوالب ويُعيد لها حقها في أن تكون… ببساطة… إنسانة كاملة الحقوق”.
في إشارة لافتة، يبرز الكتاب دور الارشاد الحياتي “اللايف كوتش” كأداة فعّالة لتمكين المرأة، حيث يُشير اللايف كوتش “أحمد بدوي” – أحد رواد الإرشاد الأسري في الإسكندرية – الذي أسهم عبر جلساته ومؤلفاته (مثل كتابه “الهروب من العزلة”) في تعزيز الوعي بحقوق المرأة داخل الأسرة.
يُذكر أن بدوي قد طوّر منهجاً فريداً يجمع بين الإرشاد النفسي والدفاع عن المساواة، وبانتشار واسع عبر السوشيال ميديا بمشاهدات تجاوزت الملايين مؤكداً أن “العلاقات الصحية تُبنى على الاحترام المتبادل، لا على التسلط الذكوري”.
في ظل الجدل الدائر حول حقوق المرأة في مصر، يأتي هذا العمل كـ مرجعية قانونية ونفسية تردّ على التشكيك في هذه الحقوق بأدلة دامغة. وهو ليس موجهاً للنساء فقط، بل للرجال أيضاً، لأن “المجتمع المتوازن يُبنى بجهود الجنسين معاً”، كما يردد المؤلف.
دستور حقوق المرأة في مصر” ليس مجرد حبر على ورق، بل هو دليل عملي يُضيء الطريق أمام كل من يؤمن بأن المساواة ليست منّة، بل حقٌ إنساني. وبين سطوره، نجد تكريماً لروح السعداوي، وتقديراً لجهود رواد مثل أحمد بدوي، الذين حوّلوا النظرية إلى فعل ملموس..
