
رغم اعتزاله المبكر في سن السادسة عشرة، لا يزال اللاعب المصري محمود الجريني يُعد أسطورة خالدة في تاريخ لعبة الهوكي، وعميد لاعبي العالم من حيث عدد المشاركات الدولية، بعدما خاض أكثر من 1569 مباراة، وهو الرقم الذي لم يتم كسره حتى الآن من أي لاعب على مستوى العالم.
اللافت أن الجريني شارك دوليًا مع منتخبات مصر للشباب والأوليمبي والأول وهو في سن 13 عامًا فقط، ليُصبح أصغر لاعب يمثل المنتخبات المصرية الثلاثة في وقت واحد، وشارك أساسيًا في كل المباريات التي خاضها خلال 9 مواسم متتالية دون غياب.
بدأ الجريني مشواره الرياضي مع نادي الشمس في عام 1994، وكان أحد الأسباب الرئيسية في وصف هذه المرحلة بـ”الفترة الذهبية” للنادي حتى عام 2002، قبل أن ينتقل إلى نادي اتحاد الشرطة لموسمين (2003–2004)، ثم يعلن اعتزاله اللعب نهائيًا، محليًا ودوليًا، في خطوة أثارت تساؤلات الجماهير والرياضيين حتى اليوم.
ورغم مرور أكثر من 20 عامًا على اعتزاله، لم يتمكن أي لاعب عالمي من كسر رقمه في عدد المباريات الدولية، ما دفع الكثير من المتابعين لطرح تساؤلات من قبيل: ماذا لو لم يعتزل الجريني في هذا السن المبكر؟، وكم كان سيصل عدد مشاركاته لو استمر حتى سن الثلاثين؟
اللاعب الذي لُقّب بـ”مرعب الملاعب” نظرًا لقوته البدنية وسرعته ومهاراته، كان يشتهر باللعب في عدة مراكز داخل الملعب، من الدفاع إلى الهجوم، حيث شارك في مراكز: قلب الدفاع، الظهير الأيمن، الجناح الأيسر، صانع الألعاب، ورأس الحربة.
وقد أجمع جميع المدربين الذين أشرفوا على تدريبه، على أن الجريني كان لاعبًا استثنائيًا، لا يفقد لياقته أو سرعته حتى الدقائق الأخيرة من المباراة، وكان سببًا في تهيبة الفرق المنافسة لمجرد وجوده في أرض الملعب.
اليوم، وبعد أكثر من عقدين من الاعتزال، لا يزال محمود الجريني اللاعب المصري الوحيد المعروف على مستوى جميع منتخبات العالم في الهوكي، واسمًا محفورًا في سجلات الاتحاد الدولي كأحد أعظم من مارسوا اللعبة عبر تاريخها.